الأحد، 10 أبريل 2011

آياتٌ أُهرِقَتْ حروفُها..

بين ضلوعكِ تغفو لؤلؤةٌ جريحةٌ متَّشحةٌ بثوب عرسها الأبيض، المخضب بحمرةٍ قانيةٍ تشخب من لبَّتِها المشحونة بأوجاعِ أبنائها.. يغطي الجرح وجهها الذي مزقت بياضه الناصع أمارات الحزن والعذاب، لتبكي حتى الاختناق.. فإذا بدمعها ينساب من كفيكِ أمطار قوافٍ غزيرة... تسيل مع دماء الشهداء التي فرشت ذاكرة الثرى بأوراق الورد المتناثرة، الثائرة على حلقات الدخان التي طوَّقت عنق الوطن وخنقت أنفاسه... / الوطن الأسير.. الجريح.. ظامئٌ حتى العمق.. مثخنٌ بصنوف العذابات... وما إن قرَّبتِ إلى شفتيه اليابستين كأساً من الحب ممزوجة بوقع آيات الثورة التي خاطتها خفقاتكِ الحزينة، المتمردة على حرمان القلوب من حق ورود نبع الحرية، حتى أصاب سهم الحقد كأس حنانكِ.. .. ...و.. أُريقَ الماء... فانثالت مع القطرات أصداءُ روحٍ رقراقةٍ زجاجية اللون، وردية الإيقاع، ياسمينية العبير، تتلألأ في آثار خطواتكِ المطبوعة على تراب البحرين، حتى اختفت.. إذ امتشقت يد الجلاوزة بقاياها، فإذا أنتِ وسط عالمٍ مجهولٍ يسكنه الأبطال... وعينا الأم يا آيات مسمرتان على اللؤلؤة الشامخة المنكسرة الفؤاد، التي تعانق السماء، وتبث لواعجها إلى بارئها - تبحثان عنكِ في بريقها الأبيض.. قلبها يضج متضرعاً لرب السماء، والرجاء يخلل أصابعها مع ماء الوضوء.. روحُها تنسج من خيوط الدمع استغاثةً ترفعها لله مع الصلوات... تسأله الآية التي آنستها وأضاءت حياتها... تناشده آياتِ عزٍّ أُهرِقت حروفها في غيابة الجب... وما زالت تفتش عنكِ.. في ابتسامتكِ المعلقة على حائط البيت.. تسأل عنكِ كل الزوايا... وأنتِ في الجب تصرخين.. تنادين... يا أبا صالح أدركنا... و.. يتلألأ الدمع... لحال البحرين أسيرة الظلم... لحال أمةٍ تتنفس القهر مع الهواء... فالوجوه حولها حبلى بالسواد، والدخان يحجب حلماً يختبئ خلف جدائل الشمس العسجدية... والدم.. هو فقط الذي يستفيق على وقع الأشواك كل صباح...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق