الخميس، 26 ديسمبر 2013

عندما ينطق الحنين...





حسين أيا عرش ربي العلي
ويا موطن الخافق المولع
بنفسي حبيبا على خطه
عشقت الجوى والأسى الموجع
 
وما زلت فينا تصوغ المدى
ونهرا من الخلد بالأضلع
 
فيا ليتني عندكم كي أرى...
جنانا من النور في المضجع
 
وأجني الرياحين من نهجكم
فتنمو سنا في دمي البلقع
 
وليت الخطا نحوكم عرجت
مع الجمع والحب يمشي معي
 
فذا صارخ يا حسين الإبا
وذا يهرق الشوق بالمدمع

 

وقد شم تربا من الطهر قد
تشظى بعطر الهدى الأضوع

 

فتحت الحنايا لزواركم

ليرووا بتحنانك الأنصع
 

كما قد فتحت الذراعين كي
ترى الرب بالملتقى الأروع

 
وسطرت فصلا من العشق في
ثرى الطف غضا بلا إصبع

 
وحزنا جناح الأمين انحنى
بمعراج نور السما المبدع

 
برفق على عين بنت النبي
لئلا ترى لحظة المصرع

 
عجيب لتلك السيوف ارتقت
مقاما عظيما ولم تخشع

 

وقد أكملت فصلكم زينب
بعزم وصبر ولم تخضع

 
وفي كفها الضوء يروي الثرى
من الكوثر العذب والمترع

 
حسين القداسات أنت الذي
تنفست من تبره الأروع

 
وأنت الحبيب الذي كلما
توضأت بالشوق والأدمع

 
ووجهت قلبي ووجهي له
أجاب التحايا وروحي تعي

 
أيا داعي الله لبيك إن
تداعت على دربكم أضلعي

 
وخارت مسافات عمري على
شظاياه كالأعين الهمع

 
فقلبي أجاب النداء الأبي
وقد أيقظ الحزن في مسمعي

 
وعيني بالدمع قد لبتا
لحج إلى نورك المهيع

عطر الجنــــــة...!




وللغدير وجه صبح سرمدي
كوردة حبلى بنوره الندي

 
بكل تهيام على ضفافه
تكوثرت كواكب من سؤدد

 
علينا أمسى أميرا قائدا
وسيدا فيا سماء زغردي

 
جنات عدن تزدهي بكفه...
فيا كفوف بايعي ومجدي

 
أيا أمير الروح يا مرسى المنى
يا قبلة لعشقنا المخلد

أبي علي يا رواء للحشا
ويا أخا للمصطفى محمد

 
تقبل النبض الذي قصيده
أغرودة تضج بالتودد

 
وألق ثوبا من ضياء أبلج
على قلوب كالهباء الأسود

ترتد تبرا خالصا كأنما
توضأت أوصالها بالفرقد

 
إلهنا استجب لنا بحيدر
وثبت الخطا بدرب أحمد

يا لثارات عاشوراء





حنانيك يا مولى الزمان الذي ارتدى
انتظارا لكم شوقا فأنت المؤمل

 
سؤال جرى من قلب دمع توضأت
به الروح إذ تبدي أسى ليس يأفل

 
إذا القلب لم يسطع على رزء كربلا
اصطبارا وهذا الحزن كالودق يهطل

 
فيا ليت شعري أي أهوالها ترى...
ولوعاتها للآن في القلب تحمل

 
صباحا لدمع العين منك ارتجافة
مساء تباريح الجوى منك تعول

 
بنفسي جفون أقرحتها لواعج
وقد بسملتها كربلا إذ تنزل

 
بنفسي دموع جاريات إذا هوت
على أسطر الذكرى دماء تجلجل

 
سلام على تلك الدماء التي جرت
على درب عشق كي بها الروح تغسل

 
سلام على رأس الحسين الذي اعتلى
رماحا وقرآنا بشوق يرتل

 
سلام على القلب الحزين الذي سما
وبالنور رغم الكرب دوما يجلل

 
سلام على الحوراء للرب سلمت
وكان الرضا درعا به الغم يذبل

 
أيا سيدي أذن بروحي لعلها
تنال المنى منكم قطافا يذلل

 
ومن سورة الكهف اسقني منك شربة
لتهتز أوتاري بها حين تنهل

 
وللثأر ثبت خطوتي في قوافل
بعشق الحسين الدر لله ترحل

أرضٌ سماويـــــة...!





إن كانت الأرض ارتدت وجه السما
فهي الطفوف بعشقها الوضاء

فيها حنين الروح أورق وانتشى
بشروق نور الكعبة الغراء

فيها سحائب ودكم قد أزجيت
فالودق منها قد جرى بسخاء

كاف ونون مثل در كامن...

في عمق طين زاهر معطاء

يسقي القلوب معين عشق سامق
فيه المناسك جسدت ببهاء

فالكاف كوثر كربلا إذ جئتها
والنون نور من معين دماء

والحق بينهما سعى سبعا فما
مسته خيل البغي بالإجلاء

منه استقت حبات روحي قطرة
فنمت سنابل تبرك اللألاء

حجر تورد قدسه في قبلتي
يشكو انطفاء الدين في الأرجاء

والحزن لعلع من عميق جراحه
قم يا مناي ويا سنا الزهراء

أرجوك فانهض يا طبيب حشاشتي
من لي سواك يلفني برجاء

هذي الشياطين ارمها بنجيعكم
لتطهر الدنيا من الأقذاء

غوثاه من عدوانهم يا يوسفي
يا سيدي قم لي وبلسم دائي

لبيت لله الجليل بكل ما
يسع العوالم من رضا وولاء

وتمام حجك كان عشقا أحمرا
قد سطرته سماؤكم ببكاء

في آي قرآن الإله تجسدت
كلماتك المثلى بكل صفاء

والله خلدها وللعلياء قد
رفعت تنث الماء كالدرقاء

كي تستفيق قلوبنا من رقدة
في كهف تيه غص بالأخطاء

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

تورُّد الخيال على الخارطة




(1)

الطفلة المخبوءة في وريدي
تتنفس وجعا مؤكسجا بخدوش
تنوء بها حوائط الذاكرة
قصيدها كله اختزل في دمية صغيرة
تلبسها استعارات وقوافي ملونة
بعد أن أدركت أن الأبيض
يحتضن ألوان المطر بقلبه الأبوي
فوضعت فوق صحراء انتمائها
شعرا مستعارا جميلا
لتهتز ألقا في مرآة الزمن


(2)

أقواس الزهر
تتهادى على وسادتي
بلغة مائية متقنة التعابير
وتلك الجوهرة الفريدة
تمد لي ظلا حانيا
فأسقيها كأسا من المشاعر البيضاء
لتخضر وتملأ قصيدتي عسلا مصفى


(3)

كيف أطير إليهم
وأنا مبتورة الجناح؟؟
ولا جناح احتياطي بحوزتي؟؟
.....
"لا أحد لي إلا أنت..."!!!

(4)

ليت الفراشة ترف أحلامها
فيسير الهواء في الاتجاه المعاكس
على غير عادة منه في ترصد الآثار المهولة
المطلة من بين لقاءات الأجنحة الصغيرة


(5)

الطفلة التي تحلم بالشروق
لم تبرح كفي كالفرخ الصغير
تطل كل حين من بين أصابعي
تبحث عن دفء الكون في سماء ملأى بالرحمات
ليرأب الصقيع القابع حولها


(6)

أسأل ربي الأكرم
أن يوسع الشعب الهوائية
في سجادة صلاتي
لتسع ركعتي شكر
أخطهما على غيمة بيضاء
ملأى بأكاليل الياسمين الغضة النقية
 

لحظة غرق...!



 

امش على قوس المطر
بخفة فراشات الأمل البيضاء
واسق الوردة الحمراء
المنتصبة بحيوية الكون على أطراف أجنحتي
ماء زهريا يعزف الألحان الزيتية
في مسامات القزحية التي تسكن أحلامي
وتصوف في مداراتي بدفء
فإنني قد فتحت لأجل هطولك نافذتي
قبل أن يطرق سمعي حتى اليسير
من بصماتك السكرية عليها
لكنها قد خدشت بسهام من ذرات الهواء حولي
إذ أنها - بلا وعي-
ما زالت ترقص على جراحي..
قد شهدت جنائن ذكرياتي
ومدائن عبراتي
أنني على المدى أبحث عن شعاعك
في ورد الآمال الفضية
وغلائله الحريرية المبعثرة بين مجرات الحنين
فيا طيف النجوم..
أيها البعيد القريب..
خذني إلى حيث غيمات انطلاقي
أفرد بكل الحب أجنحتي
وأقطف الأحلام من وجناتها البيضاء
لأزين بها غدائر شمسي
وتنزل مطرا على أرضي وتنعابها
تنقلب بردا وسلاما
فالغصن قد أوشك على الذبول
والوطن لا يقوى على ملء الفراغات المتكدسة على قارعة الانتظار

السبت، 7 سبتمبر 2013