الاثنين، 6 يونيو 2011

رشفة سلام




باسمك تطرب أجنحة الروح، ملقيةً بين يديك تحاياها قافيةً مرصعةً باللجين، وآيات ولاء... أيا شمسٌ طالما تلمس الدهر دفء مودتها وتحنانها، رغم تلكم السحب التي تغطي شعاع النور الفائغ من قلبك الذهبي، وتختزل في جوفها رماد الغياب...

سلامٌ.. على آل ياسين... سلامٌ عليك أيها النور الساطع، والتبر الألِق...

دعوتَ إلى الله، فتجلت آياتك تجلي البدر في ليلة تمامه... وتفتحت، كانفراج أسارير الورد حين يشرق على غلائله الربيع... فتشظى نداك ليجلو القحط الساكن أرواحنا، والمتربع بين خلايانا.. وأصابعنا...

سيدي.. أنت بابٌ إلى الله منفرج الثنايا.. تقودنا إلى منبع الضوء، وتهز إلينا بجذع الرحمة يساقط علينا من فيضك لؤلؤاً منثورا... وعلى كل زاويةٍ من زوايا الدهر، تنثر من عطر روحك قبساً تستضيء به حمائم السلام...

سيدي... يحن إليك الليل الداجي... يناجيك القمر بلغة اللجين، وتلثم النجوم آثار خطواتك المباركة نحو الله...

وبوح الفجر تربٌ يركع على أطراف تبرك الزاهي.. إذ تبتكر شمسك انبلاج النهار.. ويتساقط الضوء على أديم الأرض مطراً، تجدل منه الفراشات خيوط ريحانٍ تتنفس منها قلائد العبير، وتصوغ منه العصافير خارطةً للملكوت يرفرف شطره بهديها جناح الحنين...

ما زلتَ – يا ربيع القلب – شمعةً تنث آياتها رقراقةً كقيثارةٍ من ماء تنسج لحناً عذباً تهيم بوقعه أوتار الفؤاد.. صلاتك جنةٌ خضراء يزهر حب الله في سمائها، ويشع الشكر والتسليم من حناياها كزخات الرحيق المختوم بالمسك والياسمين...

قنوتك عزفٌ أبيضٌ فاح عطره فوق كنه تلك الحروف العسجدية...

ركوعك ارتعاش اللغة في حضرة الملكوت الأرفع...

سجودك توحد الخلايا مع جوهر النور، واغتسال الروح بقطرات العشق الوردية...

ثناؤك واستغفارك تسامقٌ فوق الكلمات، يفوق البيان والاستعارات في التأثير...

حين تقرأ ترهف لعذب صوتك الثريا، ولتبيانِكَ عطرٌ عسلي المذاق، يهتز على وقعه الزهر... وفي تكبيراتك تتجلى العبودية المطلقة لرب العالمين...

يستاف مخاض الصبح من ضيائك عبيراً محمديًّا... وارتعاشات المساء تستقي من جمالك مطراً لؤلؤيًّا رياناً... وقلب الدهر صار وطناً للشوق والآهات والدموع... وكل الزوايا تشرئب لطلعتك الغراء.. تترقب هطول شمسك المشرقة من وراء السحب...

فسلامٌ عليك.. في الليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى...

سيدي... متى تشرق الأرض بنور ربها بظهورك؟... متى ترانا سيدي ونراك؟!...



/



طيف من شعبان الماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق