الجمعة، 27 يوليو 2012
شوق على الأكف
حروف اسمك.. تشدو على أغصان اشتياقي.. تستمرئها روحي كأرض فتحت للمطر باعيها... صداها الرقيق لحن سرمدي، انتفض لعذوبته الطين في أرضك، ونطق.. فكانت لغته مسكا وياسمينا، تنساب عبر شراييني بوداعة، وتوقظ صمتا التصق بأضلعي.. ليشرب فؤادي الصغير قبسا من معانيك.. حاؤك مجرات من دهشة النور، يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار.. وسينك ورد بلون التضحية والتسليم.. تتضوع منه وجوه تتلألأ عشقا.. وياؤك حكاية ميلاد المطر من حبات ياقوت بديعة التكوين.. ونونك اندلاع لسان الصباح بنطق تبلجه...
جئتك وأوتار القلب مدائن حنين باتساع السماء... وماء الفرات يجمع من على شواطئ العشق أوراقي المبللة بآثار خطواتي على شريط ذكرياتي... فافتح أيها السيد الجليل قلبا يسع قطع تهيام بعثرتها الذاكرة، فالتقطتها حمائم الحرم المشرعة أجنحتها في كل الجهات...
شعور دافئ يسكنني.. يشبه وردة جورية اخترقت أحزاني، واشرأبت بابتسامة تحتوي الفضاء... وثمة رائحة عذبة تخلل أصابعي.. تشبه وقع الطهر في جنة متلألئة الأنوار.. على دفء ذكراها سجدت أوردتي... كلما أتنفسها، تحلق بي إلى موعد مع الغيمات.. لعلها تأخذني إلى حيث "كنت أنا يوما ما، والآن كلي أنت.. لا زليخا في الوجود"...
بيمناي حملت سلامي، وإليك رفعته.. لتتلقف خلاياي جوابا شفافا بلون الماء.. أغتسل به، وأنعم ببرودة كوثرية لا ظمأ بعدها.. لعلي أنسلخ من ذلك الوجه الأسود الذي تقمصته في مسيري...
في لحظة عناق.. تركت خدي يستلهم من عظمتك وإبائك مددا بطعم الكوثر والتسنيم، لعل أوصال روحي تتشح بتوفيق لجني أمنية شائق يتمنى.. فأجيب داعي الله ببدني عند استغاثته، وبلساني عند استنصاره...
وأناملي تذرف على الضريح حبك.. تتمسح بطيفك.. تتلو آيات بهائك، بعد أن تبسملت لك تحاياي المبللة بالعبرات... قد اقتطفت الحنين، وعقدته في شباكك عهدا جديدا... ثم استلقت بجوارك تستسقي الأمان.. لإمام الزمان.. لأحبة تحلو الأيام ببصماتهم وذكراهم...
جئتك على شفا هاوية العتمة، كيانا زجاجيا عامرا بالخدوش... وعين ملؤها التوسل تنظر إليك... دمعاتها ألوان حزينة للوحة تتجلى فيها المسافات، بين الفجر، وليال عشر تحكي توحد الأحلام في خرائطها...
كربلاؤك سماء ثامنة.. يتعسجد فيها المطر.. ويسيل نور النجوم من كفيها أنهار تحنان، ينهل من فيضها التائهون بين الشظايا والذكريات... فيها تعزف القلوب بحبك شعرا، وتجدل العصافير من كلماته تبرا.. عجيبة هي كربلاؤك.. أرض تتشظى أسمى القيم من ترابها... ويتسلل الدمع إلى أغاريد أطيارها... حدتها خرائط العالم كله.. لكنها اخترقت الأسوار، لتسع جنات عدن...
فبالله أسألك.. أن تضمنا إلى جوارك.. وللأبد...
الثلاثاء، 22 مايو 2012
وأغزل حياتي.. بابتسامة :)
علمني الورد بتكوينه الرباني
أن الفرح جوهرةٌ نورانية...
تشبه وقع التبر على أصابع الذكرى...
فإذا استُخرِجت من لبة الحزن
يمتشق الرجاء وجه الشمس
حين تسكب اليقين...
على أوتار الروح...
وتنث عطراً من ألق الفجر..
ونفخةً من روح الندى المتعسجد على مسامات المشاعر..
يحيا به النبض ويورق مطراً
فالورد لا يقوى على ضخ الجمال بدون شوك..
القلب فراشة
التحفت ببتلات الأمل
فإذا ما اغتسلت برحيق السعادة
فإنها تستفيق من دياجير الجراح...
وتشرق من شرنقتها...
وتضيء...
بابتسامةِ رضاً وتسليم تسع عالم الإمكان..
وتتوق لمصافحتها القلوب...
والروح إذا ترنحت على هاوية اليأس
فإن نسائم رحمة الرب في الأثر..
وفي هذا الكون مساحةٌ حبلى بالصور والحكايا..
لأملأ كفيَّ من لحن القمر المتكوثر على ضفافها..
ومن دفءِ اختيال أبي الحناء بين الصباحات..
لعل ذلك الزلال يرتق الانطفاءَ الذي مزَّقَ صدري..
فيا قطرات الضوء...
أمطريني بأنغامٍ بيضاء الخلايا..
كبقايا شعاع الشمس
حين تقبٍّلُ الزَّهْرَ في احتفاليةٍ وداعيةٍ قبل الغروب...
لعلَّ الحرائقَ المشتعلة في جمجمتي تخمد وتنجلي...
فأدخل في عناقٍ مع لآلئ الماء وجدائل الرحمات..
كقوس المطر المتربع في عمق الصورة...
وأنفُضُ الدُّخَانَ المحبوس بين حويصلاتي الهوائية..
لأنتصبَ واقفةً على قَدَميَّ..
منتشيةً بمذاق الشهد المنهمر من السماء..
وأبتسم.. شكراً للرب...
السبت، 4 فبراير 2012
حلمي على وجه القمر
جدائل ضوء القمر تتساقط
من بين أصابعي وأحلامي
ووشاية الظمأ تسيل من محاجري
منذ ذلك اليوم الذي طرق فيه بصيص الضوء بابي
وملأ أرجاء نافذتي
والجرح يلتهب على أطراف أضلعي
تعبث به صروف الزمن
حتى غارت في الروح تفاصيله
أرى الضوء.. لكن لا ضوء يحتويني
خطواتي تعثر في دهاليز الحياة
لكنها لم تبرح موضع القدمين
أترقب غيمة في السماء
تسح على قلبي قطرة مطر
تختزل الحنان في عذوبتها وطهارتها
تمسح على خصلات شعري مثل كفٍّ
أطلَّت على عالمي الزجاجي
بيضاء من غير سوء
تهرق الدفء على صمتي
فينعتق اللجين من وجهه الافتراضي
ويتحرر من أسر خطوطٍ متشابكةٍ
تفترش ورقةً بيضاء
والآن.. قلبي اليتيم قطعة زجاجٍ ملون
فقدت نصف ملامحها وبريقها
في مدائن الضباب المترامية
فلا تُرى بالعين المجردة
وأنا أستند على تمثال الأمل
وعيناي تلتقطان رحيق المطر
من سحابة الضوء المتربعة آفاق الرجاء
عل ضوء القمر يصبح همساً رقيقاً داني القطوف
الجمعة، 3 فبراير 2012
مداد يذوب.. وميلاد يتهاوى
في زاويةٍ من نفسي
أمعن النظر في تقويم ميلادي
الذي تجلى بين الحجارة اللؤلؤية، والعناء، والدموع
لكن...
أراني أخطو نحو الموت... نحو الظلام...
وبسرعةٍ تخرق كل الحجب الفيزيائية
بيد أن الحبر ما زال نديًّا
على شهادة ميلادي
وما زال الطين على أطرافها طريًّا
رائحة العدم تملأ رئتي
وسبع سنابل يابسات تضج بين شراسيف أضلاعي
تنذر بقلبٍ موسومٍ بالقحط
فها هي أوراق العمر تتساقط
من شجرة الميلاد العتيقة
المنصوبة في مكانٍ ما من صورتي المستقبلية
فتذروها الرياح
وليس لي من البياض ما يكفي
لبناء بيتٍ رمليٍّ على شاطئ القداسة
وذلك الطيف الأجمل يناديني
إلى أين النوى؟
جسدي ورقةٌ صفراءٌ يابسة
ترتعش كجناح فراشة صغيرة
على شفا حفرة من النار
بينما القلب في سباته الشتوي
لقد أوشكت شموعي على انطفاءةٍ أليمة
فهل لي من ميلادٍ بين الماء والطين؟
الاثنين، 9 يناير 2012
أنشودة ذكرياتي
وتكسَّرت ألحانُ أنشودتي... في لحظةٍ استمرأت فيها بِشغفٍ كأسَ الشوق المتجدد... تتلاحق الصور.. وتنتفض مع مخاضات المطر ذكرياتي... خطواتٌ يختلط نشيجها بحبات الرمال... مواكب ورايات... أرواح تواقة تتلو صلاة عشقٍ، تكبيرتها تلبياتٌ وسلامٌ ترفعها أكفُّ حبلَت أصابعُها بالتهيام... وَردٌ من آي الكتاب يهطل على الحائر... لكن الآن... كل المسافات مدائنُ ضبابٍ مترامية الأطراف... تمتد في أوصال الذاكرة... ترسم طعم الحرمان على وجهي...
رائحة ذلك الضوء الفريد تشي بحكايةٍ أعجب من الكهف وطور سيناء... تطرق مسارب ألحاني الفائضة حنيناً... تُغرِقُ يُمنايَ بوجيب ذكرياتي... فإذا بها تطوي الأرض وتمزق كل المسافات، وترتفع... معانقةً سماء كربلاء...
يا كل مرافئي... ليتني أعود إليك... حبواً على خلايا الدم... زحفاً على أوتار الفؤاد... تذوب في درب هواك كل أوردتي... ويكتب الدمع في السماء وصالاً يفوق حد الأثير... ليتني آتيك.. أفتُّ دم قلبي لأروي قلبك الأبي...
أشتاق للفحة صقيعٍ تهز قطع الليل في روحي، فتهيم كواكب فكري في جنات عدن... أشتاق لرائحة أطيافك الوردية، التي تتضوع كجوريَّةٍ أزلية التألق... لاسمك العذب يداعب أجفاني... لتذكارٍ من تبرك يخلل أصابعي بالعبير... لذوبان كياني في شواطئ فراتك... لدموعٍ تسكب وجدها فينقلب موسيقى ملونة تترك بصمات قوافيها على التراب، تلثم خطواتكم المقدسة... لتلبيةٍ قلبيَّةٍ بحت صوتها الأحزان... وبللت كلماتها العبرات...
ليتني أنتزع نفسي من حصار الأسلاك الشائكة المحيطة بي بقسوة، لتحملني إليك زخات اللجين التي يشدو بها القمر...
الوطن من دونك يبدو مبهم الملامح... يوحي بالغربة والوحدة ولا يشي ببصيصٍ من دفء... وأنا قابعة مهيضة الجناحين بين زواياه المقرورة... أنبش قطع ذكرياتي... أشم بقاياها... أرتشف عصارتها التي تحتضن روحي كرحيقٍ عسليٍّ يحترف الإسكار... لأتنفسك، وأعود للحياة بروحٍ غضةٍ مزهرة...
ارحم يا نور الفؤاد عبراتي الحيرى... فالحنين يعصف بها... ويستبد في أوصالي... وانفخ الروح في قلبي... علني أنسلخ من مسافاتي... وعلى أعتابك أنثر تلبياتي، وأغتسل بنورك الكوثري...
رائحة ذلك الضوء الفريد تشي بحكايةٍ أعجب من الكهف وطور سيناء... تطرق مسارب ألحاني الفائضة حنيناً... تُغرِقُ يُمنايَ بوجيب ذكرياتي... فإذا بها تطوي الأرض وتمزق كل المسافات، وترتفع... معانقةً سماء كربلاء...
يا كل مرافئي... ليتني أعود إليك... حبواً على خلايا الدم... زحفاً على أوتار الفؤاد... تذوب في درب هواك كل أوردتي... ويكتب الدمع في السماء وصالاً يفوق حد الأثير... ليتني آتيك.. أفتُّ دم قلبي لأروي قلبك الأبي...
أشتاق للفحة صقيعٍ تهز قطع الليل في روحي، فتهيم كواكب فكري في جنات عدن... أشتاق لرائحة أطيافك الوردية، التي تتضوع كجوريَّةٍ أزلية التألق... لاسمك العذب يداعب أجفاني... لتذكارٍ من تبرك يخلل أصابعي بالعبير... لذوبان كياني في شواطئ فراتك... لدموعٍ تسكب وجدها فينقلب موسيقى ملونة تترك بصمات قوافيها على التراب، تلثم خطواتكم المقدسة... لتلبيةٍ قلبيَّةٍ بحت صوتها الأحزان... وبللت كلماتها العبرات...
ليتني أنتزع نفسي من حصار الأسلاك الشائكة المحيطة بي بقسوة، لتحملني إليك زخات اللجين التي يشدو بها القمر...
الوطن من دونك يبدو مبهم الملامح... يوحي بالغربة والوحدة ولا يشي ببصيصٍ من دفء... وأنا قابعة مهيضة الجناحين بين زواياه المقرورة... أنبش قطع ذكرياتي... أشم بقاياها... أرتشف عصارتها التي تحتضن روحي كرحيقٍ عسليٍّ يحترف الإسكار... لأتنفسك، وأعود للحياة بروحٍ غضةٍ مزهرة...
ارحم يا نور الفؤاد عبراتي الحيرى... فالحنين يعصف بها... ويستبد في أوصالي... وانفخ الروح في قلبي... علني أنسلخ من مسافاتي... وعلى أعتابك أنثر تلبياتي، وأغتسل بنورك الكوثري...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)